الهجرة إلى المملكة المتحدة موضوعًا خاصة بعد أحداث الخروج من الاتحاد الأوروبي المعروف بالبريكست. هذا التغيير السياسي الهام أفرز مجموعة من التساؤلات لدى الأفراد الراغبين في الانتقال إلى المملكة المتحدة، سواء لأغراض العمل، الدراسة، أو لم شمل الأسرة. في هذا المقال، سنسلط الضوء على بعض الأسئلة الشائعة حول الهجرة إلى المملكة المتحدة بعد البريكست، مع تقديم معلومات دقيقة وموثوقة.
ما هو البريكست نبذة وتعريف
ما هو البريكست؟
البريكست، الذي يُشتق اسمه من دمج كلمتي "بريطانيا" و"خروج" (Exit)، هو مصطلح يشير إلى عملية مغادرة المملكة المتحدة (المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية) الاتحاد الأوروبي. يتناول البريكست مجموعة من القضايا الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية التي نشأت في أعقاب قرارات الاستفتاء الشعبي الذي أُقيم في 23 يونيو 2016، والذي أسفر عن تصويت أكثر من 51% من الناخبين لصالح الخروج من الاتحاد.
خلفية تاريخية
قبل تناول تفاصيل البريكست، من المهم فهم السياق التاريخي الذي أدى إلى هذه الظاهرة. انضمت المملكة المتحدة إلى المجموعة الاقتصادية الأوروبية، وهي سلف الاتحاد الأوروبي، في عام 1973. على مر السنوات، شهدت المملكة المتحدة تغيرات سياسية واقتصادية كبيرة، مما جعل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي موضوع جدل مستمر. حيث اعتقد العديد من البريطانيين أن العضوية في الاتحاد قد تؤثر سلباً على سيادتهم الوطنية ومصالحهم الاقتصادية.
الاستفتاء ونتائجه
تُعد لحظة إجراء الاستفتاء في يونيو 2016 نقطة تحول بارزة في تاريخ المملكة المتحدة. جاء هذا الاستفتاء بعد فترة طويلة من الجدل حول فوائد ومخاطر العضوية في الاتحاد الأوروبي. وبالرغم من الجدل الواسع، فإن النتيجة النهائية كانت بمثابة مفاجأة للكثيرين، فقد جاءت لصالح الخروج. وقد أظهرت النتائج أن أقاليم إنجلترا وويلز كانت أكثر تأييداً للخروج مقارنةً بأسكتلندا وأيرلندا الشمالية، حيث صوتت الأكثرية في هذه المناطق لصالح البقاء في الاتحاد.
مداولات الخروج
بعد التصويت، بدأت المملكة المتحدة في عملية التفاوض مع الاتحاد الأوروبي حول شروط الخروج. وقد تكلفت هذه العملية بجهود دؤوبة من الحكومات المتعاقبة، بما في ذلك الحكومة برئاسة تيريزا ماي، التي تولت رئاسة الحكومة في الفترة من 2016 إلى 2019. كانت المفاوضات أكثر تعقيداً مما كان متوقعًا. تمحورت النقاشات حول عدد من القضايا الرئيسية، بما في ذلك حقوق المواطنين، التجارة، الحدود مع أيرلندا، والاتفاقيات المستقبلية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.
التحديات القانونية والسياسية
واجهت عملية البريكست تحديات قانونية وسياسية هائلة. فقد مثلت الدعوى القضائية أمام المحاكم البريطانية حول كيفية ومتى ينبغي على الحكومة بدء عمليات الخروج عبئًا إضافيًا. بالإضافة إلى ذلك، أدت الانقسامات الحادة داخل البرلمان البريطاني حول كيفية التعامل مع البريكست إلى عدم الاستقرار السياسي، مما أدى في النهاية إلى استقالة تيريزا ماي في julho 2019.
البريكست ووقعه على الاقتصاد
تعتبر التداعيات الاقتصادية للبريكست من المشكلات الرئيسية التي يُنظر إليها بقلق. تكيفت الأسواق المالية مع الأخبار المتعلقة بمفاوضات الخروج، وقد شهدت الجنيه الإسترليني تقلبات ملحوظة في قيمته. وقد كانت هناك أيضاً مخاوف حول تأثير الخروج على التجارة، خصوصًا في قطاعي الزراعة والصناعة، حيث تعتمد العديد من الشركات البريطانية على إمدادات من دول الاتحاد الأوروبي.
### الخروج الرسمي
في 31 يناير 2020، خرجت المملكة المتحدة رسميًا من الاتحاد الأوروبي، ولكن لم يكن هذا نهاية القصة. استمر الانتقال حتى 31 ديسمبر 2020، حيث تم التفاوض على اتفاقية تجارية جديدة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة. تضمنت هذه الاتفاقية مجموعة من الأحكام التي تنظم التجارة، والهجرة، والحقوق الاجتماعية، وغيرها من المجالات الحيوية.
ما هي القواعد الجديدة للهجرة بعد البريكست؟
منذ أن غادرت المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي، أدخلت الحكومة البريطانية نظامًا جديدًا للهجرة يعتمد على النقاط. يُفرض على الوافدين من الدول الأوروبية وغير الأوروبية تحقيق عدد معين من النقاط للحصول على تأشيرة دخول. تعتمد هذه النقاط على مجموعة من العوامل مثل مستوى المهارة، اللغة، وعروض العمل المؤكدة. على سبيل المثال، يتطلب الحصول على تأشيرة العمل النقاط التالية: 20 نقطة للوظيفة المرتبطة بإعلانات معينة، و10 نقاط للغة الإنجليزية، بالإضافة إلى 20 نقطة للدخل المُعتمد.
2. هل لا يزال بإمكان المواطنين الأوروبيين الهجرة إلى المملكة المتحدة؟
بالرغم من خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، لا يزال أمام المواطنين الأوروبيين فرصة للهجرة، ولكن بشروط جديدة. بعد فترة الانتقال التي انتهت في ديسمبر 2020، أصبح يتعين على الأوروبيين الراغبين في الانتقال إلى المملكة المتحدة اتباع نظام النقاط الجديد. ومع ذلك، يُسمح للمواطنين الأوروبيين الذين أقاموا في المملكة المتحدة قبل 31 ديسمبر 2020 بالتسجيل في برنامج تسوية الوضع، مما يمنحهم الحق في الإقامة والعمل بدون قيود.
3. كيف يمكنني التقديم للحصول على تأشيرة؟
تتطلب عملية التقديم للحصول على تأشيرة تحديد نوع التأشيرة المطلوبة ونظام النقاط. يُمكنك التقديم عبر الإنترنت من خلال الموقع الرسمي للحكومة البريطانية. يجب عليك ملء نموذج الطلب، وتقديم الوثائق المطلوبة مثل إثبات الهوية، وعرض العمل (إذا كان ذلك ممكنًا)، وشهادات اللغة الإنجليزية. يُنصح بإجراء العملية بدقة، حيث قد تؤثر أي أخطاء على نتيجة الطلب.
4. ما هي حقوق المهاجرين الجدد في المملكة المتحدة؟
من المقرر أن يتمتع المهاجرون الجدد الذين ينجحون في الحصول على التأشيرات بحقوق معينة، مثل الحق في العمل، والسفر، والحصول على الرعاية الصحية من خلال نظام هيئة خدمات الصحة الوطنية (NHS). إلا أنه من المهم أن يكون الشخص على علم بأنه قد يحتاج إلى دفع رسوم إضافية للحصول على ما يُعرف باسم "رسوم الهجرة الصحية".
5. ما هو دور الكفيل في عملية الهجرة؟
في إطار نظام النقاط، قد يحتاج المهاجرون الجدد إلى كفيل يُقدم لهم عرض عمل. يجب أن يكون الكفيل مُعتمدًا من قبل الحكومة البريطانية ويحمل ترخيصًا مناسبًا، مما يتطلب منه تلبية شروط معينة مثل الالتزام بدفع الأجور المقررة. ويعد حصول المهاجر على عرض عمل من كفيل معتمد شرطًا أساسيًا للتقدم للحصول على تأشيرة العمل.
#### 6. كيف تؤثر الضوابط الجديدة على الطلاب الراغبين في الدراسة في المملكة المتحدة؟
بموجب النظام الجديد، يجب على الطلاب الدوليين، بما في ذلك الأوروبيين، التقدم بطلب للحصول على تأشيرة دراسة. يتطلب ذلك إثبات قبولهم في مؤسسة تعليمية معترف بها ودفع الرسوم الدراسية. وقد أُنشئ نظام نقاط خاص بالطلاب حيث يُمكنهم الحصول على نقاط بناءً على مؤسساتهم وخططهم الدراسية. يُتوقع من الطلاب المرشحين إظهار مستوى معين من إتقان اللغة الإنجليزية.
7. ماذا عن لم الشمل العائلي؟
يمكن للأفراد الذين يحملون تأشيرات العمل أو الطلاب تقديم طلب لجمع شمل أسرهم. ولكن يجب أن يتماشى هذا مع شروط وزارة الداخلية البريطانية، التي تتضمن إثبات القدرة المالية على دعم الأسرة عند الوصول. يجري تقييم الطلبات بدقة لضمان تحقيق جميع المتطلبات.
خاتمة
تُمثِّل الهجرة إلى المملكة المتحدة بعد البريكست تحديًا وفرصة في الوقت ذاته. إن النظام الجديد، رغم تعقيده، يهدف إلى جذب الأفراد ذوي المهارات والكفاءات التي تسهم في تطوير الاقتصاد البريطاني. لذلك، من المهم لكل من يفكر في الهجرة إلى المملكة المتحدة أن يكون على دراية بالقوانين واللوائح الجديدة، وأن يسعى للحصول على المعلومات اللازمة لتسهيل عملية الانتقال. إن فهم هذه القضايا والإجراءات يمثل خطوة أساسية نحو تحقيق النجاح في الحياة الجديدة التي تطمح إليها.